صحافيّون تونسيّون يتعلّمون كيفيّة إستخراج الوقائع
English»
أعطت الثورة التونسيّة عام 2011 زخمًا غير مسبوق لحريّة التعبير في هذا البلد الشمال إفريقي. فالإعلام قد اكتسب مساحة كبيرة للقيام بدوره الرقابي أكثر من أيّ وقت مضى؛ وبات الصحافيّون قادرين أكثر من أيّ وقت مضى على الإعلان عن أيّ مخالفات ترتكبها الشركات أو أيّ إخلال بالواجبات أو بالأمانة العامّة من جانب الحكومة.
قبل العام 2011، رزح الإعلام التونسي طوال عقود تحت نير نظام ديكتاتوري، أدّت الرقابة المنهكة الّتي مارسها إلى القضاء نهائيًّا على المهارات الاستقصائيّة لدى السلطة الرابعة.
وتوصّل تقييم إعلامي حديث أجراه معهد رصد العائدات وميثاق الموارد الطبيعيّة إلى أنّ تغطية الأخبار المتّصلة بالقطاع الإستخراجي كانت متدنيّة بشكل ملحوظ في تونس، ويردّ السبب الأساسي في ذلك إلى الضبابيّة المحيطة بالقطاع وبالتالي النقص في المعلومات وندرة وسائل الإعلام أو الإعلاميّين المتخصّصين في هذا المجال. وأظهر التقييم أنّ التغطية القليلة الّتي سُجّلت كانت رديئة النوعيّة.
الصورة من المركز الإفريقي لتدريب الصحافيين والإتصاليّين
تلعب الصحافة النشطة والمطّلعة دورًا أساسيًّا في المساعدة على تنوير الجمهور ومجموعات المواطنين والمشرّعين القادرين على مساءلة الحكومة والشركات وإشراكهم. فبغية رفع التقارير الصحيحة والدقيقة والشاملة حول مسائل حوكمة الصناعات الاستخراجيّة (ومبادرة الشفافية للصناعات الاستخراجيّة، إذا ما ترشحّت تونس للعضويّة)، يحتاج الصحافيّين أن يتمتّعوا بدراية سليمة بالقطاع كما بالقدرة على تحليل تعقيداتها ورفع التقارير بشأنها.
وضمن هذا السياق، عقد معهد رصد العائدات وميثاق الموارد الطبيعيّة، بدعم من الحكومة البريطانيّة، التدريب الأوّل للإعلام التونسي في شباط/فبراير. وشكّل هذا التدريب الحلقة الأولى من ثلاث دورات تستهدف صحافيّين من أبرز وسائل الإعلام المكتوبة والسمعيّة البصريّة في البلاد. وتمحور هدف هذا التدريب حول بناء قدرات الصحافيّين على تغطية المسائل الاستخراجيّة وتعريفهم على مسائل الحوكمة ذات الصلة، بما فيها مبادرة الشفافية للصناعات الاستخراجيّة.
تضمّنت الورشة العديد من الصحافيّين من المناطق الجنوبيّة المنتجة للفوسفاط، بالإضافة إلى مشاركين من الوسائل الإعلاميّة الأساسيّة، سيّما منها وكالة تونس إفريقيا للأنباء، وهي وكالة الإعلام الوطنيّة.
قدّمت الورشة المعلومات التقنية حول القطاع، من خلال عروض لخبراء ومسؤولين حكوميّين تونسيّين في مجال الطاقة والمناجم، بالإضافة إلى تدريب صحافي حول الكتابة عن النشاطات الاستخراجيّة. إلى ذلك، زوّد مدير برنامج تونس لدى معهد رصد العائدات وميثاق الموارد الطبيعيّة الصحافيّين بأفكار حول سلسلة القيمة الخاصّة بالصناعات الاستخراجيّة والمعايير الدوليّة، سيّما منها مبادرة الشفافية للصناعات الاستخراجيّة.
وخلال التدريب، كشفت النقاشات عن وجود شرخ واضح بين الصحافيّين من جهة، والخبراء والمسؤولين الحكوميّين من جهة أخرى. فقد أعلن الخبراء أنّه قد سبق لهم الإدلاء بمعلومات لصحافيين أساؤوا استخدامها أو قاموا بتحويرها. أمّا الصحافيّون فاشتكوا من انعدام الشفافية، وألقوا بمسؤوليّة توفير المعلومات الدقيقة والبسيطة على عاتق الخبراء والحكومة. ولكن مع تقدّم الورشة، بدا أنّ الشرخ يتراجع، وبات الصحافيّون أكثر انفتاحًا لتلقّي المعلومات الّتي تدلي بها الحكومة والتدقيق فيها بشكل موضوعي، في حين أصبح ممثلو الحكومة يتحدّثون براحةٍ أكبر مع الإعلاميّين.
تلقّى المشاركون عددًا من المستندات المفيدة حول القطاع في تونس والعالم، بالإضافة إلى قائمة بالموارد المهمّة. وأعرب الصحافيّون المشاركون عن اهتمام كبير واندفاع لخوض غمار هذا القطاع. وحتّى الساعة، قام عدد كبير منهم بكتابة المقالات لوسائل الإعلام الّتي ينتمون إليها حول هذا الموضوع. وسيتمّ تقييم هذه الأعمال الجديدة في ورش العمل القادمة، مع صياغة نقد بنّاء للدلالة على كيفيّة تحسين النُهُج في المستقبل. وقد أعربت وسائل إعلام أساسيّة، مثل وكالة تونس إفريقيا للأنباءـ وشبكة التلفزيون الوطني عن اهتمامها بإجراء تدريبات مصمّمة خصّيصًا لموظّفيها.
ومع حريّة الصحافة الجديدة تبرز فرصة تتمثّل بزيادة الاطّلاع، ولا شكّ أنّ الإعلاميّين التونسيّين جاهزون ومستعدّون للتعلّم أكثر حول هذه الصناعة الأساسيّة لمستقبل البلاد.
قبل العام 2011، رزح الإعلام التونسي طوال عقود تحت نير نظام ديكتاتوري، أدّت الرقابة المنهكة الّتي مارسها إلى القضاء نهائيًّا على المهارات الاستقصائيّة لدى السلطة الرابعة.
وتوصّل تقييم إعلامي حديث أجراه معهد رصد العائدات وميثاق الموارد الطبيعيّة إلى أنّ تغطية الأخبار المتّصلة بالقطاع الإستخراجي كانت متدنيّة بشكل ملحوظ في تونس، ويردّ السبب الأساسي في ذلك إلى الضبابيّة المحيطة بالقطاع وبالتالي النقص في المعلومات وندرة وسائل الإعلام أو الإعلاميّين المتخصّصين في هذا المجال. وأظهر التقييم أنّ التغطية القليلة الّتي سُجّلت كانت رديئة النوعيّة.
الصورة من المركز الإفريقي لتدريب الصحافيين والإتصاليّين
الصورة من المركز الإفريقي لتدريب الصحافيين والإتصاليّين
تلعب الصحافة النشطة والمطّلعة دورًا أساسيًّا في المساعدة على تنوير الجمهور ومجموعات المواطنين والمشرّعين القادرين على مساءلة الحكومة والشركات وإشراكهم. فبغية رفع التقارير الصحيحة والدقيقة والشاملة حول مسائل حوكمة الصناعات الاستخراجيّة (ومبادرة الشفافية للصناعات الاستخراجيّة، إذا ما ترشحّت تونس للعضويّة)، يحتاج الصحافيّين أن يتمتّعوا بدراية سليمة بالقطاع كما بالقدرة على تحليل تعقيداتها ورفع التقارير بشأنها.
وضمن هذا السياق، عقد معهد رصد العائدات وميثاق الموارد الطبيعيّة، بدعم من الحكومة البريطانيّة، التدريب الأوّل للإعلام التونسي في شباط/فبراير. وشكّل هذا التدريب الحلقة الأولى من ثلاث دورات تستهدف صحافيّين من أبرز وسائل الإعلام المكتوبة والسمعيّة البصريّة في البلاد. وتمحور هدف هذا التدريب حول بناء قدرات الصحافيّين على تغطية المسائل الاستخراجيّة وتعريفهم على مسائل الحوكمة ذات الصلة، بما فيها مبادرة الشفافية للصناعات الاستخراجيّة.
تضمّنت الورشة العديد من الصحافيّين من المناطق الجنوبيّة المنتجة للفوسفاط، بالإضافة إلى مشاركين من الوسائل الإعلاميّة الأساسيّة، سيّما منها وكالة تونس إفريقيا للأنباء، وهي وكالة الإعلام الوطنيّة.
قدّمت الورشة المعلومات التقنية حول القطاع، من خلال عروض لخبراء ومسؤولين حكوميّين تونسيّين في مجال الطاقة والمناجم، بالإضافة إلى تدريب صحافي حول الكتابة عن النشاطات الاستخراجيّة. إلى ذلك، زوّد مدير برنامج تونس لدى معهد رصد العائدات وميثاق الموارد الطبيعيّة الصحافيّين بأفكار حول سلسلة القيمة الخاصّة بالصناعات الاستخراجيّة والمعايير الدوليّة، سيّما منها مبادرة الشفافية للصناعات الاستخراجيّة.
وخلال التدريب، كشفت النقاشات عن وجود شرخ واضح بين الصحافيّين من جهة، والخبراء والمسؤولين الحكوميّين من جهة أخرى. فقد أعلن الخبراء أنّه قد سبق لهم الإدلاء بمعلومات لصحافيين أساؤوا استخدامها أو قاموا بتحويرها. أمّا الصحافيّون فاشتكوا من انعدام الشفافية، وألقوا بمسؤوليّة توفير المعلومات الدقيقة والبسيطة على عاتق الخبراء والحكومة. ولكن مع تقدّم الورشة، بدا أنّ الشرخ يتراجع، وبات الصحافيّون أكثر انفتاحًا لتلقّي المعلومات الّتي تدلي بها الحكومة والتدقيق فيها بشكل موضوعي، في حين أصبح ممثلو الحكومة يتحدّثون براحةٍ أكبر مع الإعلاميّين.
تلقّى المشاركون عددًا من المستندات المفيدة حول القطاع في تونس والعالم، بالإضافة إلى قائمة بالموارد المهمّة. وأعرب الصحافيّون المشاركون عن اهتمام كبير واندفاع لخوض غمار هذا القطاع. وحتّى الساعة، قام عدد كبير منهم بكتابة المقالات لوسائل الإعلام الّتي ينتمون إليها حول هذا الموضوع. وسيتمّ تقييم هذه الأعمال الجديدة في ورش العمل القادمة، مع صياغة نقد بنّاء للدلالة على كيفيّة تحسين النُهُج في المستقبل. وقد أعربت وسائل إعلام أساسيّة، مثل وكالة تونس إفريقيا للأنباءـ وشبكة التلفزيون الوطني عن اهتمامها بإجراء تدريبات مصمّمة خصّيصًا لموظّفيها.
ومع حريّة الصحافة الجديدة تبرز فرصة تتمثّل بزيادة الاطّلاع، ولا شكّ أنّ الإعلاميّين التونسيّين جاهزون ومستعدّون للتعلّم أكثر حول هذه الصناعة الأساسيّة لمستقبل البلاد.
Authors
Hanen Keskes
Middle East and North Africa Senior Officer