شركات النفط الوطنية والانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
الرسائل الرئيسية
• يشكل التوجّه العالمي نحو مصادر الطاقة الأكثر نظافة تحدياً في الكثير من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تعوّل على أسعار النفط المرتفعة لتحقيق توازن في الميزانيات وتمويل الخدمات الاجتماعية.
• يتعين على شركات النفط الوطنية تكييف استراتيجياتها بطريقة تزيد من مرونة أنظمتها الاقتصادية في ظل الانتقال العالمي إلى مصادر الطاقة النظيفة.
• يسيطر الكثير من شركات النفط الوطنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على احتياطيات كبيرة وغير متطورة ذات تكاليف إنتاج منخفضة. وتتوفر لهذه الشركات خيارات استراتيجية متعددة. أما شركات النفط الوطنية التي تسيطر على القليل من الاحتياطيات المثبتة أو التي ستتكبد تكاليف مرتفعة اكثر لتطوير احتياطياتها المتبقية فتواجه تحديات أكبر وقد تجد صعوبة في الاستفادة من
• المشاريع الجديدة أو في توزيع المخاطر ضمن محفظة استثمارية أكثر تنوعاً.
• في ظل تزايد الغموض واحتمال انخفاض الأسعار على المدى الطويل، يتعين على شركات النفط الوطنية والحكومات في المنطقة أن تعير حوكمة الشركات والتواصل الواضح مع الجمهور مزيداً من الاهتمام بغية تعزيز الفعالية وتوضيح التوقعات المتعلقة بالأدوار السياسية والاقتصادية التي تضطلع بها شركات النفط الوطنية.
ملخص تنفيذي
بدأ العالم بالانتقال من نظام طاقة يهيمن عليه الوقود الأحفوري إلى مزيج أكثر نظافة يركز على مصادر الطاقة المتجددة. وما زالت السرعة التي ستحدث فيها عملية الانتقال هذه غير واضحة، لكن عدداً متزايداً من شركات النفط يخفّض افتراضاته المتعلقة باستهلاك الوقود الأحفوري وأسعاره على المدى البعيد، وبدأت رؤوس الأموال الخاصة تبتعد تدريجياً عن القطاع. وتُعتبر عملية الانتقال هذه مهمة جداً بالنسبة إلى
جهود مكافحة تغير المناخ وهي توفر فرصاً لاستخدام مصادر طاقة أكثر نظافة وموثوقية يمكنها أن تعود بالنفع على الناس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الغنية بإمكانات الطاقة المتجددة.
لكن الغموض الذي يلفّ عملية الانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة يشكل تحدياً بالنسبة إلى الوضع الاقتصادي الراهن في الكثير من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي لطالما عوّلت على أسعار النفط والغاز المرتفعة لتمويل الخدمات العامة والتي بنت أنظمة للطاقة يهيمن عليها الوقود الأحفوري.
وتضطلع شركات النفط الوطنية بدور محوري في الاقتصادات البترولية في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فهي تُعنى بالاستثمار في مشاريع النفط والغاز وتحقيق الإيرادات للحكومات وتوفير مجموعة واسعة من الخدمات العامة. وتشمل شركات النفط الوطنية في المنطقة بعض شركات النفط الأكثر تطوراً في العالم، إلا أن عدداً كبيراً منها واجه صعوبات على صعيد حوكمة الشركات والشفافية والفعالية الإدارية. ويشكل احتمال انخفاض أسعار النفط والغاز على المدى الطويل خطراً على نماذج الأعمال الخاصة بشركات النفط الوطنية إذ إن إيرادات هذه الشركات قد تتقلص بشكل ملحوظ وقدرتها على تأدية الأدوار الموكلة إليها قد تتراجع. وفي أسوأ السيناريوهات، قد تنفق هذه الشركات مبالغ طائلة من الإيرادات العامة على مشاريع النفط والغاز التي سيتبين لاحقاً أنها غير مجدية اقتصادياً.
Authors
David Manley
Lead Economic Analyst – Energy Transition
Patrick Heller
Chief Program Officer
Laury Haytayan
Middle East and North Africa Director